عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٢٠
وجهك شيئا نكرهه! فقال:
" إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلاد. حتى ترتفع رايات سود في المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون. فمن أدركه منكم ومن أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، فيملك الأرض، فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ".
أما من مصادرنا الشيعية فقد روان ابن طاووس في الملاحم والفتن ص 30 و 117، ورواه المجلسي في البحار ج 51 ص 83 عن أربعين الحافظ أبي نعيم، الحديث السابع والعشرين في مجيئه - أي المهدي - من قبل المشرق. وروى شبيها به في ج 52 ص 243 عن الإمام الباقر عليه السلام قال:
" كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه. فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم. فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه، حتى يقوموا.
ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم (أي المهدي عليه السلام) قتلاهم شهداء. أما إني لو أدركت ذلك لابقيت نفسي لصاحب هذا الامر ".
ويستفاد من هذا الحديث بصيغة المختلفة عدة أمور.
الأول: أنه متواتر اجمالا، بمعنى أنه روي عن صحابة متعددين بطرق متعددة بحيث يعلم بذلك أن هذا المضمون قد صدر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعمدة مضمونه: إخباره صلى الله عليه وآله بمظلومية أهل بيته عليهم السلام من بعده، وأن إنصاف الأمة لهم يكون على يد قوم من المشرق يمهدون لدولة مهديهم عليهم السلام. وأنه يظهر على أثر قيام دولة لهؤلاء القوم فيسلمونه رايتهم ويظهر الله به الاسلام على العالم، فيملأ الأرض قسطا وعدلا.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»