الثاني: أن المقصود بقوم من المشرق وبأصحاب الرايات السود، الإيرانيون. وهو أمر متسالم عليه عند جيل الصحابة الذين رووا الحديث الشريف وغيره فيهم، وعند جيل التابعين الذين تلقوه منهم، ومن بعدهم من المؤلفين عبر العصور، بحيث تجده عندهم أمر مفروغا عنه، ولم يذكر أحد منهم حتى بنحو الشذوذ أن المقصود بهؤلاء القوم وبهذه الرايات أهل تركيا الفعلية مثلا، أو الهند، وأو غيرها من المناطق غير إيران. بل نص عدد من أئمة الحديث والمؤلفين على أنهم الإيرانيون. بل ورد اسم الخراسانيين في عدة صيغ أو فقرات رويت من الحديث، كما سيأتي في حديث رايات خراسان.
الثالث: أن حركتهم تواجه عداء من العالم وحربا ينتصرون فيها، ويكون بعدها ظهور المهدي عليه السلام.
الرابع: أن نصرتهم فريضة على كل مسلم من الجيل الذي يعاصرهم، مهما كانت ظروفه صعبة وحتى لو أتاهم حبوا على الثلج. الخامس: أن رايتهم راية هدى، أي أن دولتهم كيان شرعي صحيح، وهدفهم وعملهم منسجم مع أحكام الاسلام وأهدافه، ومبرئ لذمة المسلم الذي يعمل معهم.
السادس: أن الحديث من أخبار المغيبات والمستقبل، وواحدة من معجزات النبي صلى الله عليه وآله الدالة على نبوته. حيث تحقق ما أخبر به صلى الله عليه وآله من مظلومية أهل بيته وتشريدهم في البلاد على مدى العصور، وفي أربع جهات العالم الاسلامي، حتى لا نجد أسرة في العالم الاسلامي بل وفي العالم، جرى عليهم التشريد والتطريد مثل أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله من أبناء علي وفاطمة عليهم السلام.
هذا، وقد تضمنت صيغة الحديث المتقدمة عن الإمام الباقر عليه