عفان البصري عن أي عبد الله - أي الإمام الصادق - عليه السلام قال " قال لي: أتدري لم سمي قم؟ قلت الله ورسوله أعلم. قال: إنما سمي قم لان أهله يجتمعون مع قائم آل محمد صلوات الله عليه ويقومون معه، ويستقيمون عليه، وينصرونه " البحار ص 60 ص 216.
ان هذه الرواية الشريفة وغيرها من قرائن تأسيس قم على يد عبد الله بن مالك الأشعري وأخيه الأحوص، وجماعتهما الذين هم من خاصة أصحاب الإمام الباقر عليه السلام ورواة حديثه، توجب الاطمئنان بأن تأسيسها كان بأمره عليه السلام وأنه هو وضع لها هذا الاسم. وهو اسم يستعمل في روايات أهل البيت عليهم السلام مذكرا بمعنى البلد، ومؤنثا بمعنى البلدة، كما أنه يستعمل مصروفا وممنوعا من الصرف.
ويظهر من بعض الروايات أن الأئمة عليهم السلام أعطوا لقم مفهوما أوسع من مدينتها وتوابعها، فاستعملوا اسمها بمعنى خط قم ونهج قم في الولاء لأهل البيت عليهم السلام والقيام مع مهديهم الموعود عليه السلام.
فقد روى عدة رجال من أهل الري أنهم دخلوا على أبي عبد الله الصادق عليه السلام " وقالوا: نحن من أهل الري فقال: مرحبا بإخواننا من أهل قم. فقالوا:
نحن من أهل الري، فقال: مرحبا بإخواننا من أهل قم. فقالوا: نحن من أهل الري.
فأعاد الكلام. قالوا ذلك مرارا وأجابهم بمثل ما أجاب به أولا، فقال: إن لله حرما وهو مكة. وإن للرسول (لرسوله) حرما وهو المدينة. وان لأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة. وإن لنا حرما وهو بلدة قم. وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنة " قال الراوي: وكان هذا الكلام منه عليه السلام قبل أن يولد الكاظم عليه السلام " البحار ج 60 ص 216.
يعني: أن قما حرم الأئمة من أهل البيت إلى المهدي عليهم السلام،