عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢١٥
وقد ورد أن عمرها رضي الله عنها كان قصيرا لم يصل إلى العشرين سنة، ولعل تسمية الإيرانيين لها " معصومة فاطمة " أو " معصومة قم " بسبب صغر سنها، لان معصوم بالفارسية بمعنى البرئ ويوصف بها الطفل البرئ. ولعله لطهارتها وعصمتها عن الذنوب، فإن العصمة في مذهبنا على قسمين، عصمة واجبة وقد ثبتت للمعصومين الأربعة عشر عليهم السلام، وعصمة جائزة وقد ثبتت وتثبت لكبار أولياء الله تعالى المقدسين المطهرين عن الذنوب.
ويظهر من الحديث التالي عن الإمام الرضا عليه السلام أن إعداد الأئمة عليهم السلام لأهل قم لنصرة المهدي المنتظر أرواحنا فداه، كان من أول تأسيسها، وأن حب القميين للمهدي كان معروفا عنهم قبل ولادته.
فعن صفوان بن يحيى قال " كنت يوما عند أبي الحسن عليه السلام فجرى ذكر أهل قم وميلهم إلى المهدي عليه السلام فترحم عليهم وقال: رضي الله عنهم، ثم قال: إن للجنة ثمانية أبواب، واحد منها لأهل قم. وهم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد، خمر الله تعالى ولايتنا في طينتهم " البحار ج 60 ص 216.
وقد ورد أن أبواب الجنة مقسمة لفئات الناس بحسب أعمالهم، فلا يبعد أن يكون المعنى أن أهل قم يدخلون من باب المجاهدين مع أهل البيت والمهدي عليهم السلام، أو من باب الأخيار كما ورد في صفتهم.
وقوله عليه السلام " وهم خيار شيعتنا من بين سائر البلاد " يدل على تفضيلهم على بقية الشيعة.
ومن الملاحظة أن حب أهل قم للإمام المهدي عليه السلام قد حافظ على حيويته وحرارته إلى عصرنا. بل لقد تفجر في عصرنا بثورتهم. وهو يظهر في إيمانهم وأعمالهم وشعائرهم، وفي كثرة تسمياتهم لأبنائهم
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»