والجواب: أنه لا إشكال عند أحد من أهل العلم أن العرب وغيرهم من المسلمين في عصرنا قد أعرضوا وتولوا عن الاسلام. وبذلك يكون وقع فعل الشرط " إن تتولوا " ويبقى جوابه وهو الوعد الإلهي باستبدال الفرس بهم. كما لا اشكال عند المنصفين أن هذا الوعد الإلهي بدأ يتحقق.
بل تدل الرواية التالية الواردة في تفسير نور الثقلين على أن هذا الاستبدال قد حصل في العصر الأموي عندما انصرف العرب إلى الاهتمام بالمراكز والأموال وانكب الفرس على علوم الاسلام. فعن الإمام الصادق عليه السلام قال " قد والله أبدل خيرا منهم، الموالي " وتعبير الموالي وإن كان يشمل يومها غير الفرس أيضا من الترك والروم الذين دخلوا في الاسلام، ولكن الفرس كانوا يشكلون أكثريتهم وثقلهم، خاصة بملاحظة معرفة الإمام الصادق بتفسير النبي صلى الله عليه وآله للآية بالفرس.
في تفسير قوله تعالى: وآخرين منهم لما يلحقوا بهم قال عزو جل " هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم، يتلو عليهم آياته، ويزكيهم، ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين. وآخرين منهم لما يلحقوا بهم، وهو العزيز الحكيم " الجمعة 2 - 3.
روى مسلم في صحيحة ج 4 ص 72 عن أبي هريرة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزلت سورة الجمعة فتلاها حتى بلغ " وآخرين منهم لما يلحقوا بهم " فقال له رجل: من هؤلاء الدين لم يلحقوا بنا؟ فلم يكلمه. قال أبو هريرة:
وكان سلمان الفارسي فينا فوضع رسول الله صلى الله عليه وآله يده على سلمان وقال: " والدي نفسي بيده لو كان الايمان بالثريا لتناوله رجال من هؤلاء ".
وفي تفسير علي بن إبراهيم: " وقوله: وآخرين منهم لما يلحقوا بهم " قال: دخلوا