عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٠٠
الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدءا ".
والضياطرة: جمع ضيطر، الرجل الضخم الفارغ.
والأشعث بن قيس رئيس قبيلة كندة الكبيرة، ومن رؤوس المنافقين. وقد شارك هو في مؤامرة قتل أمير المؤمنين عليه السلام. وقامت بنته جعدة بسم زوجها الإمام الحسن عليه السلام. وشارك ابنه محمد بن الأشعث في قتل الإمام الحسين عليه السلام.
وتشير الرواية إلى أنه لم يجلس في آخر المصلين كما تقضي الآداب الاسلامية، بل أخذ يشق الصفوف ويتخطى الرقاب يريد الصلاة في الصف الأول، فرأى احتشاد الإيرانيين عند منبر أمير المؤمنين عليه السلام، فقال بصوت مرتفع، مخاطبا أمير المؤمنين ومقاطعا خطبته:
- يا أمير المؤمنين غلبتنا هذه الحمراء على قربك! والعرب تسمي الأخضر أسود، ومنه تسمية العراق أرض السواد. وتسمي الأبيض أحمر، ومنه تسمية العجم الحمراء وبني الحمراء.
فضرب أمير المؤمنين عليه السلام المنبر برجله مكررا يقول بذلك للأشعث: ماذا قلت! ثم أطرق عليه السلام وسكت يفكر فيما يجيبه به.
أما صعصعة بن صوحان العبدي وهو من خيرة أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، فقد أدرك خطورة ما حدث، وان الأشعث يطرح خلافة المسلمين على أنها قيمة دنيوية يملكها العرب الذين هم الأشعث وأمثاله! وأنه لا يحق لهؤلاء المسلمين البيض الجدد أن يحيطوا بالامام ويكونوا أقرب إليه من الأشعث! وبما أن صعصعة يعرف الموازين الاسلامية التي يؤمن بها أمير المؤمنين فقد عرف ان جوابه عليه السلام سيكون حاسما، فقال متذمرا من الأشعث " ما لنا وللأشعث " أثار هذه النعرة العشائرية القومية ضد
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»