عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٠٨
وبما أن المتفق عليه بن العلماء والمتواتر في الأحاديث أن ظهوره عليه السلام يكون من مكة المكرمة، فلابد أن يكون المقصود بقول أمير المؤمنين " يكون مبدؤه من قبل المشرق " أن مبدأ أمره والتمهيد لظهوره يكون من المشرق، أي من إيران. وتدل الرواية أيضا على أن هذه البداية تكون قبل خروج السفياني، وتشير إلى أنه يكون بينها وبين السفياني مدة ليست قصيرة ولا طويلة كثيرا، لأنها عطفت خروج السفياني عليها بالواو وليس بالفاء أو بثم " وإذا كان ذلك خرج السفياني " بل تشير أيضا إلى نوع من العلاقة السببية بين بداية التمهيد للمهدي عليه السلام من إيران وبين خروج السفياني، وقد عرفت في حركة السفياني أنها ردة فعل لمواجهة المد الاسلامي الممهد للمهدي عليه السلام.
حديث: أتاح الله لامة محمد صلى الله عليه وآله برجل منا أهل البيت ومنها، حديث أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام قال " يا أبا محمد ليس ترى أمة محمد صلى الله عليه وآله فرجا أبدا ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم. فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لامة محمد صلى الله عليه وآله برجل منا أهل البيت يشير (يسير) بالتقى، ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا.
والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه. ثم يأتينا الغليظ القصرة، ذو الخال والشامتين، القائد العادل، الحافظ لما استودع، يملؤها عدلا وقسطا كما ملاها الفجار ظلما وجورا " البحار ج 52 ص 269، وهو حديث ملفت ولكنه ناقص من آخره مع الأسف، فقد نقله صاحب البحار قدس سره عن كتاب الاقبال لابن طاووس الذي قال في الاقبال ص 599 إنه رآه في سنة اثنتين وستين وستمائة في كتاب الملاحم للبطائني، ونقله منه، لكنه رحمه الله نقله ناقصا
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»