عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٩١
وخلاصة القول: أن الأحاديث الشريفة تدل على أنه يوجد خوف عالمي شامل من القتل قبيل ظهوره عليه السلام، في سنة ظهوره مثلا، وخسائر فادحة جدا في الأرواح، وبشكل أساسي في غير المسلمين. وهو أمر يصح تفسيره بالحرب العامة وبوسائلها التدميرية الحديثة المخيفة لجميع أطرافها وجميع الشعوب. إذ لو كانت حربا تقليدية (كلاسيكية) لما كان خوفها بهذا الشمول الذي تصفه الروايات، ولكان منها طرف على الأقل أو مناطق لا يشملها خوف القتل.
ولكن توجد عدة روايات وقرائن ترجح تفسيرها بموجة من الحروب الإقليمية خاصة التعبير الوارد عن الإمام الباقر عليه السلام عن سنة الظهور " وتكثر الحروب في الأرض " حيث ينص على أنها حروب متعددة في تلك السنة. وعليه يكون الجمع بينها وبين روايات الاختلاف والحرب بين أهل الشرق والغرب، أن ذلك يأخذ شكل حروب إقليمية بينهم ويتركز دمارها على غربي الأرض.
أما وقتها، فيفهم من الأحاديث أنه قريب جدا من ظهوره عليه السلام، في سنة ظهوره مثلا. وإذا أردنا أن نجمع بين الأحاديث المتعرضة لهذه الحرب وصفاتها، فالمرجح أنها تكون على مراحل، حيث تبدأ قبيل بداية حركة ظهوره عليه السلام ثم تكون بقية مراحلها بعد حركة ظهوره، ويكون فتحه للحجاز في أثنائها، ثم تنتهي بعد فتحه العراق. ويكون حربه للروس أو لمن بقي منهم بعدها، حيث ورد أن أول لواء يعقده أي أول جيش يبعثه يكون إلى حرب الترك فيستأصلهم.
أما إذا فسرنا أحاديثها بحرب نووية شاملة، وأخذنا بما تكتبه الصحف عن الحرب النووية العالمية فإن مدتها تكون قصيرة جدا، لا تزيد عن شهر واحد كما يذكرون. والله العالم.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 193 194 195 196 197 ... » »»