عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٩٤
فيهم، وتربيتهم على الاعتزاز بها والتعصب لها.
.. وحتى إذا فاجأت المسلمين في العالم أحداث الثورة الاسلامية في إيران، وحدث انتصارها، فرحت قلوبهم المهمومة فرحا لم تعرفه منذ قرون، وضاعف منه أنه نصر غير محتسب. وعمت أعمال التعبير عن فرحتهم، كل بلادهم. وكان منها أحاديث الناس عن فضل العجم والفرس وقوم سلمان، وكان عنوان مجلة المعرفة التونسية " الرسول يختار الفرس لقيادة الأمة الاسلامية " واحدا من مئات العناوين في منشورات مغرب العالم الاسلامي ومشرقه، التي تعني أننا استعدنا ذاكرتنا عن الإيرانيين، واكتشفنا أن أحاديث النبي صلى الله عليه وآله عنهم لم تكن تاريخا فقط، بل مستقبلا أيضا.
ورجعنا إلى مصادر الحديث والتفسير نتتبع أخبار الإيرانيين ونتفحصها، فإذا بها تخص المستقبل أكثر من الماضي، وإذا بها في مصادر السنة أكثر منها في مصادر الشيعة.
ماذا نصنع إذا كانت أحاديث المهدي المنتظر والتمهيد لدولته فيها السهم الأوفر للإيرانيين واليمانيين، الذين ينالون شرف التمهيد لدولته والمشاركة في حركته عليه السلام. وفيها نصيب للنجباء من مصر، والابدال من الشام، والعصائب من العراق. وفيها حظ لمؤمنين متفرقين من أطراف العالم الاسلامي، يكونون أيضا من خاصة أصحابه ووزرائه، أرواحنا فداه وفداهم.
ونحن نستعرض الأحاديث الواردة حول الإيرانيين بشكل عام. ثم حول دورهم في عصر الظهور.
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»