الاسلام بعدهم " وقال في مجمع البيان " وهم كل من بعد الصحابة إلى يوم القيامة " ثم قال: وقيل وهم الأعاجم ومن لا يتكلم بلغة العرب، فإن النبي صلى الله عليه وآله مبعوث إلى من شاهده والى من بعدهم من العجم والعرب. عن أبي عمر وسعيد بن جبير. وروي ذلك عن أبي جعفر عليه السلام ".
ومقتضي اطلاق " وآخرين منهم " أن يشمل كل من أسلم بعد الجيل المعاصر للنبي صلى الله عليه وآله سواء كانوا من العرب أو غيرهم. ولكن المقابلة بين الأميين والآخرين ترجح ان يكون المقصود بالأميين العرب وبالأخرين من يسلم من غيرهم، كما تقول بعض الروايات عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، وكما اختاره صاحب الكشاف.
وعلى هذا، يكون تفسير النبي صلى الله عليه وآله الآية بالفرس تطبيقا على مصداق مهم للآخرين، أو على أهم مصاديقها. ومجرد التطبيق قد لا يدل على كبير فضل، ولكن مدح النبي صلى الله عليه وآله لهم بأنهم يصلون إلى الايمان أو العلم أو الاسلام، مهما كان بعيدا، وتعمده صلى الله عليه وآله تكرار نفس كلامه الشريف في تفسير الآيتين، وضربه على منكب سلمان رضي الله عنه، يدل على ذلك.
في تفسير قوله تعالى: بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد قال عز وجل " وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين، ولتعلن علوا كبيرا. فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار، وكان وعدا مفعولا. ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا. إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم، وإن أسأتم فلها، فإذا جاء وعد الآخرة ليسؤوا وجوهكم، وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا " الاسراء 4 - 7