عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٠١
الفرس، وأوجب أمير المؤمنين عليه السلام ان يتكلم لمصلحتهم ضد العرب.
ورفع أمير المؤمنين عليه السلام رأسه من اطراقته الطويلة، ولكن لا لينظر إلى الأشعث ويجيبه، بل أعرض عنه وخاطب المسلمين ان ينصفوه من هؤلاء الأشاعثة الضياطرة ومنطقهم:
" من يعذرني من هؤلاء الضياطرة " وينصفني من ظلمهم. واحدهم فارغ الشخصية من الفكر والهدف، اللهم الا البلادة والاخلاد إلى النوم والشهوة، والتقلب على فراشه من الترف والتخمة.
" يتمرغ أحدهم على فراشه تمرغ الحمار " ولا يكتفي بفراغ شخصيته وكسله واخلاده إلى الطين بل " يهجر قوما للذكر " ويزدريهم ويعطن عليهم لانهم تهوي أفئدتهم إلى الذكر وأهله، ويلتفون حول إمامه ومنبره.
" أفتأمرني أن أطردهم " كما أراد الملا من قوم نوح عندما قالوا له " ما نراك اتبعك إلا الدين هم أراذلنا " بل جوابي لك جواب نبي الله نوح عليه السلام لضياطرة قومه " ما كنت لأطردهم فأكون من الجاهلين ".
ثم ختم عليه السلام كلامه بالقسم على بعض ما اخبره به النبي صلى الله عليه وآله عن مستقبل هؤلاء الملتفين حول المنبر وقومهم " أما والدي فلق الحبة وبرأ النسمة، ليضربنكم على الدين عودا، كما ضربتموهم عليه بدءا " وهو يدل على أن الوعد الإلهي سيتحقق في العرب فيتولوا عن الدين، ويستبدل الله تعالى بهم الفرس، ولا يكونوا أمثالهم. ويدل على أن الفتح الاسلامي في هذه المرة سيكون ابتداء من إيران في طريق القدس والتمهيد للمهدي عليه السلام.
حديث: يكونون أسدا لا يفرون رواه أحمد في مسنده ج 5 ص 11 عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال " يوشك أن
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»