حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٦٠
تخلقه ولو استغاث بي لأغثته.
غرق الدنيا أيام نوح:
روى عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت للرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله لأي علة أغرق الله عز وجل الدنيا كلها في زمن نوح وفيهم الأطفال وفيهم من لا ذنب له؟
قال (عليه السلام): ما كان فيهم الأطفال لان الله عز وجل أعقم أصلاب قوم نوح وأرحام نسائهم أربعين عاما فانقطع نسلهم فغرقوا ولا طفل فيهم وما كان الله عز وجل ليهلك بعذابه من لا ذنب له وأما الباقون من قوم نوح فأغرقوا بتكذيب المكذبين ومن غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهده وأتاه.
معجزة موسى:
قال ابن السكيت للإمام الرضا (عليه السلام): لماذا بعث الله عز وجل موسى بن عمران بالعصا ويده البيضاء آلة السحر وبعث عيسى بالطب وبعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالكلام والخطب؟
فقال (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى لما بعث موسى كان الأغلب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله عز وجل بما لم يكن عند القوم وفي وسعهم مثله وبما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجة عليهم وإن الله تبارك وتعالى بعث عيسى في وقت ظهرت فيه الزمانات - وهي العلل والأمراض - احتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله عز وجل بما لم يكن عندهم مثله وبما أحيا لهم الموتى وأبرأ لهم الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى وأثبت به الحجة عليهم وإن الله تبارك وتعالى بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام، فأتاهم من كتاب الله عز وجل ومواعظه وأحكامه، ما أبطل به قولهم وأثبت به الحجة عليهم.
وبهر ابن السكيت وراح يقول: تالله ما رأيت مثلك اليوم قط فما الحجة على الخلق اليوم؟
فقال (عليه السلام): العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه والكاذب على الله فيكذبه.
فقال ابن السكيت: هذا والله هو الجواب...
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست