حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٦٢
لا أدري فقال: وعد رجلا فجلس له حولا ينتظره.
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن علل أحوال بعض الأنبياء والأمم السالفة التي أدلي بها الإمام (عليه السلام).
علل بعض الشؤون الاسلامية:
وأثرت عن الإمام (عليه السلام) كوكبة من الأحاديث في تعليل بعض الشؤون الاسلامية وهي:
القرآن غض:
روي إبراهيم بن العباس عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه روى عن أبيه أن رجلا سأل الإمام الصادق (عليه السلام) فقال له: ما بال القرآن لا يزداد عند النشر والدراسة إلا غضاضة؟
فقال (عليه السلام): لان الله لم ينزله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس فهو في كل زمان جديد وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة.
إن القرآن الكريم المعجزة الكبرى للاسلام وذلك لما فيه من أحكام خلاقة تساير الزمن وتساير التطور وليس فيها ما يشذ عن سنن الكون ولا ما يخالف الفطرة مضافا لروعة فصاحته وعظيم بلاغته فمهما تداولته الأيام فهو غض جديد.
علي قسيم الجنة والنار:
قال المأمون للرضا (عليه السلام): يا أبا الحسن أخبرني عن جدك أمير المؤمنين بأي وجه هو قسيم الجنة والنار؟ وبأي معنى فقد كثر فكري في ذلك؟
قال (عليه السلام): يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك عن آبائه عن عبد الله بن عباس انه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " حب علي إيمان وبغضه كفر " فقال: بلي فقال الرضا (عليه السلام): " فقسمة الجنة والنار إذا كانت على حبه وبغضه فهو قسيم الجنة والنار فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن أشهد أنك وارث علم رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال أبو الصلت الهروي: فلما انصرف الرضا إلى منزله أتيته فقلت له: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما أحسن ما أجبت به المأمون؟ فقال الرضا: يا أبا الصلت إنما كلمته من حيث هو ولقد سمعت أبي يحدث عن آبائه عن علي
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 67 68 ... » »»
الفهرست