أصحابي يوم القيامة عن حوضي كما تذاد غرايب الإبل عن الماء فأقول: يا رب أصحابي أصحابي فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: بعدا لهم وسحقا (1) افترى هذا لمن لم يغير ولم يبدل.
وليست الصحبة عاصمة عن الخطأ ففي الصحابة سمرة بن جندب وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وغيرهم من رؤوس النفاق والضلال.
انحراف الناس عن علي (ع):
روى علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الإمام الرضا (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) كيف مال الناس عنه إلى غيره وقد عرفوا فضله وسابقته ومكانه من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
قال (عليه السلام): انما مالوا عنه إلى غيره وقد عرفوا فضله لأنه كان قتل من آبائهم وأجدادهم وأخوانهم وأعمامهم وأخوالهم وأقربائهم المحادين لله ولرسوله عددا كثيرا فكان حقدهم عليه لذلك في قلوبهم فلم يحبوا أن يتولى عليهم ولم يكن في قلوبهم على غيره مثل ذلك لأنه لم يكن له في الجهاد بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثل ما كان له فلذلك عدلوا عنه ومالوا إلى سواه.
لقد وتر الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) الأقربين والأبعدين في ذات الله تعالى وحصد رؤوس المشركين بسيفه الذي أقام به الاسلام وقد أترعت نفوس القوم بالكراهية والبغض له فمالوا عنه وحكموا غيره.
سكوت الامام عن أخذ حقه:
روي الهيثم بن عبد الله الرماني قال: سألت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فقلت له: يا بن رسول الله أخبرني عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم لم يجاهد أعداءه خمسا وعشرين سنة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم جاهد في أيام ولايته؟