حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٦٣
(عليه السلام) أنه قال: قال رسول الله (ص): يا علي أنت قسيم الجنة يوم القيامة تقول للنار: هذا لي وهذا لك...
الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) هو رمز لكل مكرمة في الاسلام فهو قسيم الجنة والنار ليس في ذلك شك وقد تواترت الاخبار بذلك عن النبي (ص) (1) وقد علل الرضا (عليه السلام) بهذا التعليل الوثيق الذي أعجب به المأمون.
عدم إرجاع فدك:
روى علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه الرضا (عليه السلام) قال:
سألته عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم لم يسترجع فدك لما ولي أمر الناس؟
قال (عليه السلام): لأنا أهل بيت إذا ولينا الله عز وجل لا يأخذ لنا حقوقنا ممن ظلمنا إلا هو ونحن أولياء المؤمنين إنما نحكم لهم ونأخذ حقوقهم ممن يظلمهم ولا نأخذ لأنفسنا.... ".
استولى أبو بكر على فدك وأخذها من يد سيدة نساء العالمين والسبب في ذلك أن لا تقوى شوكة الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي حرب اقتصادية الغرض منها شل الحركة المعادية للحكم القائم وقد ظلت فدك بأيدي الولاة والحاكمين وقد استرجعت للسادة العلويين أيام عمر بن عبد العزيز وأيام المأمون والحديث عنها ذو شجون والحاكم هو الله تعالى يحكم بين عباده بالحق في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
صحابة النبي (ص):
روى محمد بن موسى بن نصر الرازي قال: حدثني أبي قال سئل الرضا (عليه السلام) عن قول النبي (ص): أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وعن قوله: " دعوا لي أصحابي "، فقال (عليه السلام):
هذا صحيح يريد من لم يغير بعده ولم يبدل قيل وكيف يعلم أنهم قد غيروا أو بدلوا؟ قال: لما يرونه من أنه (صلى الله عليه وآله) قال ليذادن (2) برجال من

(١) الصواعق المحرقة (ص ٧٥) وفي كنز العمال ٦ / 402 قال علي أنا قسيم النار وفي كنوز الحقائق للمناوي (ص 92) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي قسيم النار.
(2) ليذادن: أي ليطردن.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 67 68 69 ... » »»
الفهرست