أ - قال (عليه السلام): وعلة تحريم الربا: إنما نهى الله عنه لما فيه من فساد الأموال لان الانسان إذا اشترى الدرهم بالدرهمين كان ثمن الدرهم درهما وثمن الآخر باطلا فبيع الربا وكس على كل حال على المشتري وعلى البايع فحرم الله تبارك وتعالى الربا لعلة فساد الأموال كما حظر عل السفيه أن يدفع ماله إليه لما يتخوف عليه من إفساده حتى يؤنس منه رشده فلهذه العلة حرم الله الربا وبيع الدرهمين يدا بيد.
ب - قال (عليه السلام): وعلة تحريم الربا بعد البينة لما فيه من الاستخفاف بالحرام المحرم وهي كبيرة بعد البيان وتحريم الله تعالى لها ولم يكن ذلك منه - اي من المرابي - إلا استخفاف بالتحريم للحرام والاستخفاف بذلك دخول في الكفر ".
ج - قال (عليه السلام): وعلة تحريم الربا بالنسيئة لعلة ذهاب المعروف وتلف الأموال ورغبة الناس في الريح وتركهم القرض والفرض وصنايع المعروف ولما في ذلك من الفساد والظلم وفناء الأموال.
حرم الاسلام تحريما شاملا الربا واعتبره من أفحش أنواع الظلم وهويتنا في مع تعاليم الاسلام التي تدعو إلى المعونة والمساعدة والرحمة والربا يسبب العداوة والبغضاء وينشر البؤس والفقر بين الناس.
إن الربا يؤدي إلى وجود طبقة رأسمالية في المجتمع تتضخم عندها الأموال وهي لا تعمل ولا تبذل جهدا في الحركة الاقتصادية.
وقد ثبت أن الربا وسيلة لاستعمار الشعوب واحتلالها فالحكومات التي تستقرض تتضاعف عليها الفوائد فتعجز عن تسديدها وتقع بذلك تحت شبكة الاستعمار الذي ينهب الثروات ويترك البؤس شائعا في البلاد.
وجاء تحريم الربا في القرآن تحريما قاطعا قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة) (1) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فآذنوا بحرب من الله ورسوله وان تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) (2).