حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٥٤
الاسلام تحريما باتا قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر (1).
والانصاب (2) والأزلام (3) رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) (4).
إن الخمر سبب لكل رذيلة ومنشأ لارتكاب كل منكر وأن كثيرا من حوادث الزنا والسرقة وغيرهما من الجرائم تنشأ من الخمر مضافا إلى تدميره لصحة الانسان فإن الكحول التي فيها تتسرب إلى دم الانسان حتى أنه لو أخذ مقدار من دم السكران فإنه يحترق كما يحترق السبيرتو مضافا إلى ما يسببه من التهاب الجهاز الهضمي وارتفاع الضغط الدموي وغير ذلك وقد ذكرنا أضراره الصحية في كتابنا (العمل وحقوق العامل في الاسلام).
10 - الميتة:
قال (عليه السلام): وحرمت الميتة لما فيها من فساد الأبدان والآفة الخ....
أما أكل الميتة فهو يسبب كثيرا من الأمراض وربما أدى الاكل منها إلى الوفاة (5) فإن الجراثيم لا تزال ملازمة لها وإن تعقيم لحم الميتة بطريق النار لا يجدي شيئا كما نص على ذلك الطب الحديث.
11 - الدم:
قال (عليه السلام): وحرم الله عز وجل الدم كتحريم الميتة لما فيه من فساد الأبدان ولأنه يورث الماء الأصفر ويبخر الفم وينتن الريح ويسئ الخلق ويورث القسوة للقلب وقلة الرأفة والرحمة حتى لا يؤمن أن يقتل والده وصاحبه.
وحرم الاسلام شرب الدم لأنه يحمل إفرازات وسموما قاتلة أما إذا أخذ من دم حيوان مريض فإن الجراثيم التي فيه تنتقل إلى من يتناوله وبإجماع الأطباء أن الدم لا يعتبر غذاء مطلقا.

(1) الميسر: هو القمار.
(2) حجارة أو أصنام كان العرب يذبحون قرابينهم عندها.
(3) الأزلام: قطع من الخشب بهيئة السهام كانوا في الجاهلية يستقسمون بها لأجل التفاؤل والتشاؤم.
(4) سورة المائدة: آية 90.
(5) الاسلام والطب الحديث للدكتور عبد العزيز إسماعيل (ص 17)
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست