حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٤٧
كلمة فيليب حتى في الحج:
ومن الجدير بالذكر أن نختم هذا البحث عن الحج بكلمة للدكتور فيليب حتى قال:
ولا يزال الحج على كر العصور نظاما لا يبارى في تشديد عرى التفاهم الاسلامي والتأليف بين مختلف طبقات المسلمين وبفضله يتسنى لكل مسلم أن يكون رحالة مرة في حياته على الأقل وأن يجتمع مع غيره من المؤمنين اجتماعا أخويا ويوحد شعوره مع شعور من سواه من القادمين من أطراف الأرض وبفضل هذا النظام يتيسر للزنوج والبربر والصينيين والفرس والترك والعرب وغيرهم أغنياء كانوا أم فقراء عظماء أم صعاليك أن يتآلفوا لغة وايمانا وعقيدة وقد أدرك الاسلام نجاحا لم يتفق لدين آخر من أديان العالم في القضاء على فوارق الجنس واللون والقومية خاصة بين أبنائه فهو لا يعترف بفاصل بين افراد البشر إلا الذي يقوم بين المؤمنين وبين غير المؤمنين ولا شك ان الاجتماع في مواسم الحج أدى خدمة كبرى في هذا السبيل " (1).
الزكاة:
قال (عليه السلام): فيما كتبه لمحمد بن سنان عن أجوبة مسائله في علل الاحكام قال:
وعلة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء لان الله تبارك وتعالى كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة - وهم المرضى - والبلوى كما قال الله تعالى: (لتبلون في أموالكم وأنفسكم) (2) في أموالكم بإخراج الزكاة وفي أنفسكم بتوطين الأنفس على الصبر مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عز وجل والطمع في الزيادة مع ما فيه من الرأفة والرحمة لأهل الضعف والعطف على أهل المسكنة والحث لهم على المواساة وتقوية الفقراء والمعونة على امر الدين وهم عظة لأهل الغنى وعبرة لهم ليستدلوا على فقراء الآخرة بهم وما لهم من الحث في ذلك على الشكر لله تبارك وتعالى لما خولهم وأعطاهم والدعاء والتضرع والخوف من أن يصيروا مثلهم في أمور كثيرة في أداء الزكاة والصدقات وصلة الأرحام

(1) تأريخ العرب 1 / 187 ط 2.
(2) سورة آل عمران: آية 186.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست