بيتا بحذاء العرش يسمى الضراح ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى (المعمور) بحذاء البيت المعمور ثم أمر آدم فطاف به فتاب الله عز وجل عليه وجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة ".
إن الطواف حول الكعبة المقدسة فيه من الدروس الرفيعة التي منها:
انه تخليد لذلك المكان العظيم الذي بناه شيخ الأنبياء إبراهيم (عليه السلام) لعبادة الله الواحد القهار في وقت لم يكن هناك بيت للعبادة سواه ومنها:
أن الطواف معراج للمؤمن كالصلاة ففيه سمو للروح واتصال بالخالق العظيم إلى غير ذلك من الثمرات والفوائد.
إستلام الحجر:
قال (عليه السلام): وعلة استلام الحجر: ان الله تبارك وتعالى لما أخذ ميثاق بني آدم القمه الحجر فمن ثم كلف الناس تعاهد ذلك الميثاق ومن ثم يقال: عند الحجر أمانتي أديتها وميثاق تعاهدته لتشهد لي بالموافاة ومنه قول سلمان ليجئ الحجر يوم القيامة مثل أبي قبيس له لسان وشفتان يشهد لمن وافاه بالموافاة ".
لقد تحدث الإمام (عليه السلام) عن الحكمة في استلام الحجر الأسود الذي هو موضع تقديس وتعظيم عند المسلمين فقد كرمه الرسول (صلى الله عليه وآله) وقبله ومما لا شبهة ان ذلك ينم عن سمو هذا الحجر الذي يشهد لمن وافاه يوم القيامة بالموافاة له.
الحج في ذي الحجة:
قال (عليه السلام): فان قال قائل: فلم جعل وقتها عشر ذي الحجة؟
قيل: لان الله تعالى أحب أن يعبد بهذه العبادة أيام التشريق وكان أول ما حجت إليه الملائكة وطافت به في هذا الوقت فجعله سنة ووقتا إلى يوم القيامة فأما النبيون آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين وغيرهم من الأنبياء إنما حجوا في هذا الوقت فجعلت سنة في أولادهم إلى يوم القيامة ".
ولهذه الأسباب فقد جعل الحج في هذا الوقت المبارك دون غيره.