حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٢٠
يكون الركوع والسجود بالوجه واليدين لا بالرأس والرجلين.
ومنها: ان الخلق لا يطيقون في كل وقت غسل الرأس والرجلين ويشتد ذلك عليهم في البرد والسفر والمرض وأوقات من الليل والنهار وغسل الوجه واليدين أخف من غسل الرأس والرجلين وإذا وضعت الفرايض على قدر أقل الناس طاعة من أهل الصحة ثم عم فيها القوي والضعيف.
ومنها: أن الرأس والرجلين ليسا في كل وقت باديين ظاهرين كالوجه واليدين لموضع العمامة والخفين وغير ذلك (1) الوضوء عند أهل البيت (عليهم السلام) غسل الوجه واليدين ومسح الرأس والرجلين وقد ذكر الإمام (عليه السلام) علل هذه الأفعال وهي:
أ - ان الصلاة التي من أجلها شرع الوضوء قوامها الركوع والسجود وهما يقومان بالوجه واليدين فالغسل يكون لهما لا لغيرهما.
ب - إن في غسل الرأس والرجلين مشقة عظيمة وحرجا شديدا خصوصا في أيام البرد والسفر والمرض فاكتفى الشارع بالمسح لها.
ج - ان الأعضاء البارزة في جسم الانسان هي الوجه واليدان دون غيرهما فالغسل يكون لها.
وعلل الإمام (عليه السلام) فيما كتبه لمحمد بن سنان بتعليل آخر يقرب من هذا التعليل قال (عليه السلام):
وعلة الوضوء التي من أجلها صار غسل الوجه والذراعين ومسح الرأس والرجلين فلقيامه بين يدي الله عز وجل واستقباله إياه بجوارحه الظاهرة وملاقاته بهما الكرام الكاتبين.
فغسل الوجه للسجود والخضوع وغسل اليدين ليقبلهما ويرغب بهما ويرهب ويتبتل ومسح الرأس والقدمين لأنهما ظاهران مكشوفان يستقبل بهما في كل حالاته وليس فيهما من الخضوع والتبتل ما في الوجه والذراعين (2) وهذا التعليل قريب من التعليل الأول وهو ظاهر لا يحتاج لايضاح.

(1) عيون أخبار الرضا 2 / 104.
(2) عيون أخبار الرضا 2 / 89.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست