حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢٩٠
والايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث) (1) فهي في ولد علي خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد محمد (صلى الله عليه وآله) فمن أين يختار هؤلاء الجهال؟ ".
عرض الإمام (عليه السلام) في هذا المقطع إلى استحالة الاختيار والانتخاب للإمامة وانها غير خاضعة لإرادة الجماهير الذين لا علم لهم بواقع الأمور وحقيقة الأشياء، وانما أمرها بيد الله تعالى فهو الذي يختار لقيادة عباده ممن تتوفر فيه الصفات الرفيعة من التقوى والحريجة في الدين، والعلم بما تحتاج إليه الأمة في جميع مجالاتها ليضمن لها حياة كريمة لا ظل فيها للقهر والظلم والغبن، والفقر.
الإمامة كالنبوة في أن أمرها بيد الله تعالى، وقد منحها لافضل عباده وهو إبراهيم الخليل (عليه السلام) وانتقلت من بعده إلى أفاضل ذريته كإسحاق ويعقوب ثم انتقلت إلى سيد الأنبياء الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، فقلدها من بعده إلى باب مدينة علمه، وأفضل أمته الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم من بعده إلى الأئمة الطاهرين من ذريته الذين هم صفوة خلق الله تعالى.
ولننتقل إلى فصل آخر من كلام الإمام (عليه السلام) يقول:
" إن الإمامة هي منزلة الأنبياء، وارث الأوصياء، إن الإمامة خلافة الله عز وجل، وخلافة الرسول، ومقام أمير المؤمنين، وميراث الحسن والحسين (عليهم السلام) إن الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا، وعز المؤمنين.
ان الإمامة أس الاسلام النامي، وفرعه السامي، بالامام تمام الصلاة، والزكاة، والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفئ، والصدقات، وامضاء الحدود والاحكام، ومنع الثغور والأطراف.
الامام يحل حلال الله، ويحرم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذب عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، والحجة البالغة.
الامام البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى، والبيد القفار، ولجج البحار، والامام على البقاع (2) الحار لمن اصطلى به والدليل في المهالك، من فارقه هالك.

(1) سورة الروم / آية 56.
(2) البقاع: هو التل المشرف.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»
الفهرست