حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٥٨
(رب أرني كيف تحيي الموتى قال: أولم تؤمن؟ قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي) (1).
ج 4 - إن الله تبارك وتعالى كان أوحى إلى إبراهيم (عليه السلام) إني متخذ من عبادي خليلا، إن سألني إحياء الموتى أجبته، فوقع في نفس إبراهيم انه ذلك الخليل، فقال: رب أرني كيف تحيي الموتى، قال أولم تؤمن؟ قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي) - على الخلة - قال: (فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم) فأخذ إبراهيم نسرا وطاووسا وبطا وديكا فقطعهن وخلطهن ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله، وكانت عشرة منهن جزء وجعل مناقيرهن بين أصابعه، ثم دعاهن بأسمائهن ووضع عنده حبا وماء فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت الأبدان، وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه فخلى إبراهيم (عليه السلام) عن مناقيرهن فطرن، ثم وقعن فشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب وقلن: يا نبي الله أحييتنا أحياك الله، فقال إبراهيم: بل الله يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير.
س 5 - بارك الله فيك يا أبا الحسن، اخبرني عن قول الله عز وجل:
(فوكزه موسى فقضى عليه، قال هذا من عمل الشيطان) (2).
ج 5 - إن موسى دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من أهلها، وذلك بين المغرب والعشاء (فوجد فيها رجلان يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه). فقضى موسى على العدو، وبحكم الله تعالى ذكر، " فوكزه " فمات (قال هذا من عمل الشيطان) يعني الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين، لا ما فعله موسى من قتله أنه يعني الشيطان " عدو مضل مبين ".
س 6 - ما معنى قول موسى: (رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي).
ج 6 - يعني: اني وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينة، (فاغفر لي) اي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني، (فغفر له انه هو الغفور الرحيم) قال موسى: (رب بما أنعمت علي) من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة (فلن أكون

(1) سورة البقرة / آية 26.
(2) سورة القصص / آية 15.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست