الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٢
كما علمت، ومن أحفاده أبو الحسين يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة قتيل شاهي في أيام المستعين.
قال ابن الطقطقي: كان يحيى بن عمر قدم من خراسان في أيام المتوكل وهو في ضائقة وعليه دين فكلم بعض أكابر أصحاب المتوكل في ذلك فأغلظ له وحبسه بسامراء ثم كفله أهله فانطلق وانحدر إلى بغداد فأقام بها مدة على حالة غير مرضية من الفقر.
وكان (ره) دينا خيرا عمالا حسن السيرة فرجع إلى سامرا مرة ثانية وكلم بعض أمراء المتوكل في حاله فأغلظ له وقال: لأي حال يعطى مثلك؟ فرجع إلى بغداد وانحدر منها إلى الكوفة ودعا الناس إلى الرضا من آل محمد (صلى الله عليه وآله) فتبعه ناس من أهل الكوفة من ذوي البصائر في التشيع وناس من الاعراب ووثب في الكوفة وأخذ ما في بيت المال ففرقه على أصحابه وأخرج من في السجون ورد عن الكوفة عاملها وكثرت جموعه فأرسل إليه أمير بغداد وهو محمد بن عبد الله ابن طاهر عسكرا فالتقوا بشاهي وهي قرية قريبة من الكوفة فكانت الغلبة لعسكر ابن طاهر وانكشف الغبار ويحيى بن عمر قتيل فحمل رأسه إلى محمد بن عبد الله ابن طاهر ببغداد فجلس محمد للهناء بذلك فدخل الناس عليه أفواجا يهنئونه وفي جملتهم رجل من ولد جعفر بن أبي طالب " عليه السلام " فقال له: أيها الأمير انك تهنأ بقتل رجل لو كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيا لعزي به فأطرق محمد ساعة ثم نهض وصرف الناس إنتهى، أقول: الرجل المذكور هو أبو هاشم الجعفري، وقال في ذلك شعرا:
يا بني طاهر كلوه وبيئا * ان لحم النبي غير مرئ ان وترا يكون طالبه الله * لوتر بالقوة غير جرئ وكان ذلك في حدود سنة 250 ورثاه الشعراء منهم ابن الرومي بقصيدة جيمية أولها:
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»