الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢٤١
غدير خم، وقال له: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله هذه المقالة قال: للناس أنيخوا ناقتي فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي، وأمر ان ينصب له منبر من أقتاب الإبل وصعدها وأخرج معه عليا عليه السلام وقام قائما وخطب خطبة بليغة وعظ فيها وزجر.
ثم قال في آخر كلامه: (يا أيها الناس ألست أولى بكم ومنكم) فقالوا بلى يا رسول الله، ثم قال: قم يا علي فقام علي فأخذ بيده فرفعه حتى رؤي بياض إبطيهما، ثم قال: (ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله) ثم نزل من المنبر، وجاء أصحابه إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهنأوه بالولاية، وأول من قال له عمر بن الخطاب فقال له: (بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة)، ونزل جبرئيل " عليه السلام " بهذه الآية: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا).
سئل الصادق " عليه السلام " عن قول الله عز وجل: (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) قال: يعرفون يوم الغدير وينكرونها يوم السقيفة.
فاستأذن حسان بن ثابت ان يقول أبياتا في ذلك اليوم فأذن له فأنشأ يقول:
(يناديهم يوم الغدير نبيهم) الأبيات فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك، قال شيخنا المفيد (ره): وإنما اشترط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الدعاء له لعلمه بعاقبة أمره في الخلاف، ولو علم سلامته في مستقبل الأحوال لدعا له على الاطلاق، إنتهى.
وكان الامر كذلك لان الرجل بعد أن كان مواليا لأمير المؤمنين عليه السلام
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»