وقلب القتلى ظهرا لبطن فلم يقدر عليه فساءه ذلك وجعل يقول: والله ما كذبت ولا كذبت اطلبوا الرجل وانه لفي القوم فلم يزل يتطلبه حتى وجده وهو رجل مخدج اليد كأنها ثدي في صدره (1).
وروى عن حبة العرني (ره) قال: كان رجلا اسود منتن الريح له يد كثدي المرأة إذا مدت كانت بطول اليد الأخرى وإذا تركت اجتمعت وتقلصت وصارت كثدي المرأة عليها شعرات مثل شوارب الهرة فلما وجدوه قطعوا يده ونصبوها على رمح ثم جعل علي عليه السلام ينادي صدق الله وبلغ رسوله لم يزل يقول ذلك وأصحابه بعد العصر إلى أن غربت الشمس أو كادت.
روى الخطيب في تاريخ بغداد ما ملخصه انه لما فرغ أمير المؤمنين " عليه السلام " من قتال أهل النهروان قفل أبو قتادة الأنصاري فبدأ بعائشة قالت ما وراءك:
قال: فأخبرتها انه لما تفرقت المحكمة من عسكر أمير المؤمنين لحقناهم فقتلناهم قالت قص علي القصة فقلت: يا أم المؤمنين تفرقت الفرقة وهم نحو من اثني عشر ألفا ينادون لا حكم إلا لله، قال علي " عليه السلام ": كلمة حق يراد بها باطل فقاتلناهم بعد أن ناشدناهم الله وكتابه فقالوا: كفر عثمان وعلي وعائشة ومعاوية فلم نزل نحاربهم وهم يتلون القرآن فقاتلناهم وقتلوا وولى منهم من ولى فقال علي " عليه السلام " لا تتبعوا موليا فأقمنا ندور على القتلى حتى وقفت بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي راكبها فقال: اقلبوا القتلى فأتيناه وهو على نهر فيه القتلى فقلبناهم حتى خرج في آخرهم رجل اسود على كتفه مثل حلمة الثدي فقال علي " عليه السلام " الله أكبر والله ما كذبت ولا كذبت كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله) وقد قسم فيئا فجاء هذا فقال يا محمد اعدل فوالله ما عدلت منذ اليوم فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ثكلتك أمك ومن يعدل عليك إذا لم أعدل؟ فقال عمر بن الخطاب. يا رسول الله ألا اقتله؟
فقال (صلى الله عليه وآله): لا دعه فان له من يقتله، قال فقالت عائشة: ما يمنعني ما بيني