وسلم على جدك ونحن ننتظرك عند بئر زياد بن عبد الله، يقول ذو الدمعة أتيته يوم الميعاد فأمر لي بثياب السفر وقال: استشعر تقوى الله وأحدث لكل ذنب توبة، ثم امرني بالمسير وقال: أني كتبت إلى معن بن زائدة وغيبتك ثلاثة أشهر إن شاء الله فإذا وصلت صنعاء فأنزل منزلا ثم آت معن بن زائدة ففعلت ما أمرني به دخلت على معن باذن عام فرأيته جالسا والناس سماطان قياما فسلمت فرد علي وقال: من أنت؟ فأخبرته فصاح لا والله ما أريد ان تأتوني، باب أمير المؤمنين أعود عليكم من بابي فقلت استغفر الله من حسن الظن بك وانصرفت فأدركني رجل وقال: عوضك الله خيرا مما فاتك وأعطاني ثلاثة آلاف دينار وسألني عما احتاج إليه من الكسوة فكتبتها إليه فلما كان بعد العشاء دخل على معن بن زائدة وأكب على رأسي ويدي وقال: يا بن سيدي وساداتي أعذرني فاني أعرف ما أداري به فأعطيته كتاب الصادق عليه السلام فقبله وقرأه وأمر لي بعشرة آلاف دينار ثم قال أي شئ أقدمك؟ فأخبرته بخبري فأمر لي بعشرة آلاف دينار أخرى وثلاث نجائب برحالها وكساني ثلاثين ثوبا وغيرها وودعني وقدمت مكة موافيا لعمرة شهر رمضان فلقيت أبا عبد الله الصادق في مكة فسلمت عليه فقال لي: أصبت من معن بن زائدة بعد ما جبهك بعشرين ألف دينار سوى ما أصبت من غيره؟ قلت: نعم فقال: ان معنا جماعة يدعون الله لك فمر لهم بشئ قلت: ذاك إليك قال: كم في نفسك ان تعطيهم؟ قلت ألف دينار قال: إذن تجحف بنفسك ولكن فرق عليهم خمسمائة دينار وخمسمائة لمن يعتريك بالمدينة ففعلت وقدمت المدينة فاستخرجت عينا بالمروة وعينا بالمضيق وعينا بالسقيا، وبنيت منازل بالبقيع فتروني أؤدي شكر أبي عبد الله الصادق عليه السلام وولده ابدا إنتهى.
يروي عنه الثقتان الجليلان ابن أبي عمير ويونس بن عبد الرحمن وغيرهما وينتهي إليه نسب بهاء الدين النيلي وبهاء الشرف رضوان الله تعالى عليهم أجمعين