الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٨
توفى بالقاهرة سنة 633 (خلج).
(ذو النون) أبو الفيض ثوبان بفتح المثلثة ابن إبراهيم المصري العارف المتصوف المعروف أحد رجال الطريقة، أصله من النوبة وكان من قرية من قرى صعيد مصر يقال لها أخميم فنزل مصر.
وكان فصيحا زاهدا وجه إليه جعفر المتوكل فحمل إلى حضرته بسر من رأى حتى رآه وسمع كلامه، وكان المتوكل مولعا به يفضله على العباد والزهاد ثم انحدر إلى بغداد فأقام بها أياما يسيرة، ثم عاد إلى مصر، وتوفى بمصر في سنة 246 ودفن بالقرافة الصغرى.
قال ابن النديم: له أثر في صنعة الكيميا وصنف فيه كتبا وقال الدميري في حياة الحيوان عن معروف الكرخي قال: بلغنا ان ذا النون المصري خرج ذات يوم يريد غسل ثيابه فإذا هو بعقرب قد اقبل عليه كأعظم ما يكون من الأشياء، قال: ففزع منها فزعا شديدا واستعاذ بالله منها فكفي شرها فأقبلت حتى وافت النيل فإذا هي بضفدع قد خرج من الماء فاحتملها على ظهره وعبر بها إلى الجانب الآخر فقال ذو النون: فاتزرت بمئزري ونزلت في الماء ولم أزل أرقبها إلى أن أتت إلى الجانب الآخر فصعدت ثم سعت وأنا اتبعها إلى أن أتت شجرة كثيرة الأغصان كثيرة الظل وإذا بغلام أمرد أبيض نائم تحتها وهو مخمور فقلت: لا قوة إلا بالله أتت العقرب من ذلك الجانب للدغ هذا الفتى فإذا أنا بتنين قد اقبل يريد قتل الفتى فظفرت العقرب به ولزمت دماغه حتى قتلته ورجعت إلى الماء وعبرت على ظهر الضفدع إلى الجانب الآخر فأنشد ذو النون يقول:
يا راقدا والجليل يحفظه * من كل سوء يكون في الظلم كيف تنام العيون عن ملك * تأتيك عنه فوائد النعم
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»