انه شيعي جلد إلى أن قال: وقال الدارقطني رافضي خبيث متهم بوضع حديث الايمان اقرار بالقول ونقل عنه انه قال كلب للعلوية خير من بني أمية إلى غير ذلك.
(أقول) الروايات الدالة على تشيعه كثيرة، وقد أشرت إلى نبذ منها في كتاب سفينة البحار وروى الشيخ الطوسي عنه في الشكر ما ينبغي ان يكتب بالتبر ونحن نذكره في ذو اليمينين. وروي ان المأمون حبس أبا الصلت بعد وفاة الرضا عليه السلام سنة فضاق صدره، فدعا الله بمحمد وآل محمد فدخل عليه أبو جعفر الجواد " ع " فضرب يده إلى القيود ففكها واخذ بيده وأخرجه من الدار والحرسة والغلمة يروونه فلم يستطيعوا ان يكلموه فخرج من باب الدار، وقال له أبو جعفر امض في ودائع الله فإنك لن تصل إليه ولا يصل إليك ابدا.
وفي رواية الخرائج فلما صرنا خارج السجن قال اي البلاد تريد؟ قلت منزلي بهراة، قال ارخ رداءك على وجهك واخذ بيدي فظننت انه حولني عن يمنته إلى يسرته ثم قال لي اكشف فكشفته فلم أره فإذا انا على باب منزلي فدخلته فلم ألتق مع المأمون ولا مع أحد من أصحابه إلى هذه الغاية انتهى.
(أقول) هراة بالفتح مدينه مشهورة بخراسان فتحها الأحنف بن قيس صلحا من قبل عبد الله بن عامر، والنسبة إليها هروي بفتح الهاء والراء ولما كان في زمن السلطان شاه طهماسب الصفوي أكثر أهلها عارين عن معرفة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام أمر السلطان الشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي بالتوجه إليها والإقامة بها لارشاد الناس وأعطاه ثلاث قرى من قرى تلك البلدة فأقام الشيخ بها ثمان سنين بإفادة العلوم الدينية واجراء الأحكام الشرعية فيها واظهار الأوامر الملية فتشيع لذلك خلق كثير وتوجه إلى حضرته العلماء والفقهاء من الأطراف والاكناف لأجل مقابلة الحديث واخذ العلوم الدينية وامر السلطان المذكور الأمير شاه قلي سلطان بكان اغلي حاكم بلاد خراسان بان يحضر كل جمعة بعد الصلاتين السلطان محمد خدا بنده ميرزا ولد السلطان المذكور في