فأحضره عمرو له فانتضاه عمر وضرب به فما حال فطرحه من يده وقال ما هذا إذا سل بشئ فقال له عمرو يا أمير المؤمنين أنت طلبت منى السيف ولم تطلب منى الساعد الذي يضرب فعاتبه وقيل إنه ضربه انتهى.
حكي ان السيف المذكور صار إلى موسى الهادي لان عمرو صاحبه قد وهبه لسعيد بن العاص الأموي فتوارثه ولده إلى أن مات المهدى فاشتراه موسى الهادي منهم بمال جليل، فحكي ان جرد الصمصامة وجعلها بين يديه وأذن للشعراء فدخلوا عليه ودعا بمكتل فيه بدرة وقال قولوا في هذا السيف فبدر ابن يامين البصري وأنشد يقول:
حاز صمصامة الزبيدي من * بين جميع الأنام موسى الأمين سيف عمرو وكان فيما سمعنا * خير ما أغمدت عليه الجفون اخضر اللون بين حديه برد * من ذباح (1) تميس فيه المنون أو قدت فوقه الصواعق نارا * ثم شابت فيه الذعاف القيون (2) فإذا ما سللته بهر الشمس * ضياء فلم تكد تستبين ما يبالي من انتضاه لضرب * أشمال سطت به أم يمين وكان الفرند والجوهر الجار * ي في صفحتيه ماء معين نعم مخراق (3) ذي الحفيظة في * الهيجاء يعصى (4) به ونعم القرين فقال الهادي أصبت والله ما في نفسي واستخفه السرور فامر له بالمكتل والسيف فلما خرج من عنده قال للشعراء انما حرمتم من أجلي فشأنكم والمكتل ففي السيف غناي فاشترى منه السيف بمال جزيل، وحكي انه اشتراه الهادي منه بخمسين