ألفا، ثم اعلم أن ما ذكره ابن خلكان في أحوال يزيد بن مزيد بن زائدة بن أخي مص بن زائدة الشيباني من أن ذا الفقار كان مع محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فلما أحس بالموت دفع إلى تاجر كان له عليه أربعمائة دينار فوصل منه إلى بني العباس حتى وصل إلى الرشيد فأعطاه يزيد بن مزيد لما جهزه إلى حرب الوليد بن طريف فاخذه ومضى وكان من هزيمة الوليد وقتله ما قد شرح وفي ذلك يقول الشاعر في مدح يزيد:
أذكرت سيف رسول الله سنته * وبأس أول من صلى ومن صاما فهو بمعزل من الصحة لان ذا الفقار كان مذخورا ومصونا مع أمثاله من ذخائر النبوة والإمامة.
(أبو الضحاك الشيباني) شبيب بن يزيد بن نعيم الخارجي الذي خرج على عبد الملك بن مروان سنة 77 وكانت للحجاج معه حروب وولى الحجاج عنه بعد قتل ذريع كان في أصحابه فدخل الكوفة وتحصن في دار الامارة، ودخل شبيب وأمه وزوجته غزالة الكوفة عند الصباح، وقد كانت غزالة نذرت ان تدخل مسجد الكوفة فتصلي فيه ركعتين، تقرأ فيهما سورة البقرة وآل عمران فاتوا الجامع في سبعين رجلا فصلوا به الغداة وخرجت غزالة مما كانت أوجبته على نفسها، وكانت غزالة من الشجاعة والفروسية بالموضع العظيم وكانت تقاتل في الحروب بنفسها وقد كان الحجاج هرب في بعض الوقائع مع شبيب من غزالة فعيره بعض الناس بقوله:
أسد علي وفي الحروب نعامة * فتخاء تنفر من صفير الصافر هلا برزت إلى غزالة في الوغى * بل كان قلبك في جناحي طائر وكتب الحجاج إلى المهلب يستبطؤه في حرب الأزارقة وينسبه إلى الجبن فأجابه:
من جبن عن الرجال أعذر ممن جبن عن النساء. يعرض له بأمر غزالة، وكانت