الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٩٠
بالترحم وعزم على لعن معاوية على المنابر وامر بانشاء كتاب يقرأ على الناس بعد صلاة الجمعة على المنبر فخوفه عبيد الله بن سليمان اضطراب العامة وعاونه يوسف ابن يعقوب القاضي في ذلك فقال إن تحركت العامة أو نطقت وضعت السيف فيها فقال يا أمير المؤمنين فما تصنع بالطالبيين الذي يخرجون في كل ناحية ويميل إليهم خلق كثير لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وما في هذا الكتاب من إطرائهم فامسك المعتضد وكان من جملة الكتاب بعد أن قدم حمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله، اما بعد فقد انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة العامة من شبهة قد دخلتهم في أديانهم الخ وفيه جملة من مطاعن معاوية وأبيه.
(أقول) وقد أشار إلى ذلك ابن مسكويه في كتاب تجارب الأمم في سنة 284 ونقل عن ميزان الذهبي انه قال في ترجمة عبد الرزاق بن همام بن نافع الامام أبى بكر الحميري أحد الاعلام الثقات قال مخلد الشعيري كنت عند عبد الرزاق فذكر رجل معاوية فقال عبد الرزاق لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبى سفيان، وقال ابن خلكان في أحوال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي الذي تفقه على سفيان الثوري ومالك بن انس ما هذا لفظه: ونقل أبو علي الغساني الجياني ان عبد الله ابن المبارك المذكور سئل أيما أفضل معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبد العزيز؟
فقال والله ان الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله أفضل من عمر بألف مرة، صلى معاوية خلف رسول الله فقال سمع الله لمن حمده فقال معاوية ربنا ولك الحمد فما بعد هذا انتهى.
قال الفيروز آبادي في القاموس ولمعاوية الكلبة المستحرمة وجرو الثعلب، وبلا لام ابن أبي سفيان الصحابي انتهى. المستحرمة اي الكلبة التي أرادت الفحل.
وأم معاوية هند بنت عتبة بن ربيعة زوجة أبى سفيان أحوالها مشهورة وكانت في يوم أحد تحرض المشركين على قتال المسلمين وكانت في وسط العسكر كلما انهزم رجل من قريش دفعت إليه ميلا ومكحلة وقالت انما أنت امرأة فاكتحل
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»