الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ١١٢
وهو أبو طفيل الجليل * والرمي بالتكيس العليل وعن الاستيعاب ما ملخصه: عامر بن واثلة الليثي المكي أبو الطفيل غلبت عليه كنيته، ولد يوم أحد وأدرك من هجرة ورسول الله ثمان سنين نزل بالكوفة وصحب عليا كرم الله وجهه في مشاهده كلها فلما قتل علي انصرف إلى مكة فأقام بها حتى مات سنة مائة ويقال أقام بالكوفة ومات بها والأول أصح والله أعلم إلى أن قال وكان فاضلا عالما حاضر الجواب فصيحا وكان يتشيع في علي كرم الله وجهه ويفضله ويثني على الشيخين أبي بكر وعمر (رض) ويترحم على عثمان (رض) قيل قدم أبو الطفيل يوما على معاوية فقال له: كيف وجدك على خليلك أبي الحسن؟ قال كوجد أم موسى لموسى وأشكو إلى الله التقصير.
وقال له معاوية: كنت فيمن حصر عثمان؟ قال لا ولكني فيمن حضره، قال فما منعك من نصره؟ قال وأنت ما منعك من نصره إذ تربصت له ريب المنون وكنت في أهل الشام كلهم تابع لك فيما تريد؟ قال معاوية أو ما ترى طلبي بدمه نصرة له؟ قال بلى ولكنك كما قال أخو بني فلان:
لألفينك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادي انتهى. قال أبو الفرج في الأغاني ما ملخصه: أبو الطفيل كان مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع " وروى عنه أيضا وكان من وجوه الشيعة وله منه محل خاص يستغنى بشهرته عن ذكره ثم خرج طالبا بدم الحسين " ع " مع المختار ابن أبي عبيدة وكان معه حتى قتل وأفلت هو وعمر بعد ذلك، وقال لما رجع محمد ابن الحنفية من الشام حبسه ابن الزبير في سجن عارم فخرج إليه جيش من الكوفة عليهم أبو الطفيل عامر بن واثلة حتى أتوا سجن عارم فكسروه وأخرجوه فكتب ابن الزبير إلى أخيه مصعب ان يسير نساء كل من خرج لذلك فاخرج مصعب نساءهم واخرج فيه أم الطفيل امرأة أبى الطفيل وابنا صغيرا يقال له يحيى فقال أبو الطفيل في ذلك أبياتا (إن يك سيرها مصعب.. الخ) وروي ان أبا الطفيل
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»