حتى أصبحت طابعا مميزا للمسلم الحق كما وصفه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بقوله:
المؤمن من امنه الناس على أموالهم ودمائهم، والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، والمهاجر من هجر السيئات (1).
وكان مثلا رفيعا في آدابه الاجتماعية:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا بني اجعل نفسك ميزانا بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكره لها، ولا تظلم كما لا تحب ان تظلم، وأحسن كما تحب ان يحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك، ولا تقل ما لا تعلم، وإن قل ما تعلم، ولا تقل ما لا تحب ان يقال لك (2).
وكان فريدا في تآخيه: فقد أعلن مبدأ المؤاخاة وحققه بين افراده بأسلوب لم تستطع تحقيقه سائر الشرائع والمبادئ انما المؤمنون اخوة (الحجرات: 10) وأصبح المجتمع أسرة واحدة تستشعر روح الإخاء، وتتجاوب في عواطفها ومشاعرها، وكان ذلك من أعظم منجزات الاسلام وفتوحاته الاصلاحية.
وكان مثاليا في أريحته وتكافله: فالمسلم معني بشؤون المجتمع والاهتمام بمصالحه والعطف على بؤسائه ومعوزيه.