أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٥٢
فحقيق على أصدقائه الأوفياء ان يسارعوا إلى نصرته والذب عنه، لسانا وجاها، لانقاذه من أعاصير الشدائد والأزمات، ومواساته في ظرفه الحالك.
هذا هو مقياس الحب الصادق والعلامة الفارقة بين الصديق المخلص من المزيف.
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
لا يكون الصديق صديقا حتى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته، ووفاته (1).
وقال الشريف الرضي:
يعرفك الاخوان كل بنفسه * وخير أخ من عرفتك الشدائد * * * 3 - المداراة:
والأصدقاء مهما حسنت أخلاقهم، وقويت علائق الود بينهم فإنهم عرضة للخطأ والتقصير، لعدم عصمتهم عن ذلك. فإذا ما بدرت من أحدهم هناة وهفوة في قول أو فعل، كخلف وعد، أو كلمة جارحة أو تخلف عن مواساة في فرح أو حزن ونحو ذلك من صور التقصير.
فعلى الصديق إذا ما كان واثقا بحبهم واخلاصهم ان يتغاضى عن إساءتهم

(1) نهج البلاغة.
(٤٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»