أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٦٥
والاعتداء عليه جناية نكراء وجرما عظيما يتوعد عليه بالنار: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها، وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما (النساء: 93).
ولم يكتف الاسلام بانذار السفاكين، ووعيدهم بالعقاب الأخروي، فقد شرع القصاص من القاتل عمدا، والدية عليه خطأ، حماية لدماء المسلمين، وحسما لاحداث القتل وجرائمه ولكم في القصاص حياة يا اولي الألباب لعلكم تتقون (البقرة: 129).
وليس للانسان ان يفرط في حياته ويزهقها بالانتحار، وانما يجب عليه حفظها وصيانتها من الأضرار والمهالك ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة (البقرة: 195).
وقد بالغ الاسلام في قدسية الأرواح وحمايتها، حتى حرم قتل الجنين واجهاضه تخلصا منه، وفرض الدية على قاتله.
2 - حق الكرامة:
لقد شرف الله المؤمن وحباه بصنوف التوقير والاعزاز، وألوان الدعم والتأييد. فحفظ كرامته، وصان عرضه، وحرم ماله ودمه، وضمن حقوقه، ووالى عليه الطافه، حتى أعلن في كتابه الكريم عنايته بالمؤمن ورعايته له في الحياة العاجلة والآجلة: إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ان لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم
(٤٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 ... » »»