أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٧٤
لذلك كان هو صلى الله عليه وآله، وذريته الأطهار: المثل الاعلى في تطبيق مبدأ المساواة والدعوة إليه قولا وعملا.
قال صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى قد اذهب بالاسلام نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها، ألا إن الناس من آدم، وآدم من تراب، وأكرمهم عند الله اتقاهم (1).
ويحدثنا الرواة: انه صلى الله عليه وآله كان في سفر فأمر باصلاح شاة، فقال رجل: يا رسول الله علي ذبحها، وقال آخر علي سلخها، وقال آخر علي طبخها، فقال صلى الله عليه وآله: وعلي جمع الحطب. فقالوا يا رسول الله نحن نكفيك، فقال: قد علمت أنكم تكفوني، ولكن أكره ان أتميز عليكم، فإن الله يكره من عبده ان يراه متميزا بين أصحابه وقام فجمع الحطب (2).
ويحدث الرواة: أن سوادة بن قيس قال للنبي صلى الله عليه وآله في أيام مرضه: يا رسول الله انك لما أقبلت من الطائف استقبلتك، وأنت على ناقتك العضباء، وبيدك القضيب الممشوق، فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة فأصاب بطني، فأمره النبي صلى الله عليه وآله ان يقتص منه فقال: اكشف لي عن بطنك يا رسول الله، فكشف عن بطنه. فقال سوادة: أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك، فاذن له فقال: أعوذ بموضع القصاص من رسول الله صلى الله عليه وآله النار يوم النار، فقال

(1) الوافي ج 14 في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام.
(2) سفينة البحار ج 1 ص 415.
(٤٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 469 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 ... » »»