عواطفهما، وعن جدية الأسباب التي انفصلا بسببها، فإذا تكررت هذه الأسباب، أو جد سواها، واندفع الزوج إلى الطلاق مرة أخرى، فعندئذ لا تبقى سوى فرصة واحدة، هي الثالثة.
فإذا كانت الثالثة، فالعلة اذن عميقة والمحاولة غير مجدية، ومن الخير له ولها ان يجرب كل منهما طريقه، ومن الخير كذلك ان يتلقى الزوج - ان كان عابثا - نتيجة عبثه أو تسرعه فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره (البقرة: 230) (1).
فماذا ينقم الثرثارون على الاسلام بتشريع الطلاق؟ أيريدون إلغاءه وتحريمه، لتشيع المآسي في المجتمع الاسلامي، التي عاشتها الأمم الكاثوليكية، التي حرمت الطلاق وحرمت تعدد الزوجات، مما اضطرهم إلى اتخاذ العشيقات والأخدان، وتعسف مسالك الغواية والآثام الخلقية؟
* * *