أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٢٧
وقد يعترض البعض أن المرأة الغربية قادرة على ممارسة الأعمال وكسب المعاش، فهي غنية عن الزواج.
وهم زعم باطل يكذبه واقع الفطرة الانسانية وغرائزها الراسخة في النفس. فحاجة المرأة إلى الرجل ليست مقصورة على المآرب المادية فحسب، وانما هي حاجة نفسية ملحة تستكمل به كيانها وتشعر بوجودها كحاجة الرجل إليها على سواء.
4 - ومن مبررات التعدد أنه قد يتصف بعض الرجال بطاقة جنسية عارمة، تتطلب المزيد من التنفيس والافضاء وتستدعي الأزواج، فان تيسر له ذلك، وإلا نفس عن طاقته بالدعارة والفساد، كما حدث ذلك في الأمم التي حرمت التعدد المشروع، فابتلت بالتعدد الموبوء من الخليلات والعشيقات.
* * * الطلاق في الإسلام:
وهكذا انطلقت حناجر لاغية، تتشدق بانتقاد الاسلام على تشريع الطلاق، بأنه يهدد كيان المرأة وسعادتها، فتغدو بنزوة من نزوات الرجل ولوثة من لوثاته الغاضبة، طريدة كسيرة القلب مهدورة الكيان.
وهذا من صور التجني والتشنيع على الاسلام، إذ لم يكن هو المشرع الأول للطلاق، ولا المقنن الوحيد له، وإنما كان شائعا في أغلب الأمم ومن أقدم العصور. وكان آنذاك بأسلوب فوضوي يهدر حقوق الزوجة
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»