الاجتماعية من التلون والخداع وعدم الوفاء التي سرعان ما يكشفهما محك الاختبار. وقد أوضح أمير المؤمنين عليه السلام واقع الأصدقاء وابعاد صداقتهم فيما رواه أبو جعفر الباقر عليه السلام فقال:
قام رجل بالبصرة إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال:
يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الاخوان.
فقال عليه السلام: الاخوان صنفان: اخوان الثقة، واخوان المكاشرة.
فأما اخوان الثقة: فهم الكف والجناح، والأهل والمال، فإذا كنت من أخيك على حد الثقة، فابذل له مالك، وبدنك، وصاف من صافاه وعاد من عاداه، واكتم سره وعيبه، وأظهر منه الحسن، واعلم أيها السائل انهم أقل من الكبريت الأحمر.
واما اخوان المكاشرة: فإنك تصيب لذتك منهم، فلا تقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه، وحلاوة اللسان (1).
وقال الصادق عليه السلام: لا تكون الصداقة إلا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شئ منها فانسبه إلى الصداقة، ومن لم يكن فيه شئ منها، فلا تنسبه إلى شئ من الصداقة:
فأولها: ان تكون سريرته وعلانيته لك واحدة.
والثانية: ان يرى زينك زينه وشينك شينه.
والثالثة: ان لا تغيره عليك ولاية ولا مال.