أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٣٤
وآله فقال: يا رسول الله أهل بيتي أبوا الا توثبا علي وقطيعة لي وشتيمة فأرفضهم؟
قال صلى الله عليه وآله: إذا يرفضكم الله جميعا.
قال: فكيف اصنع؟
قال صلى الله عليه وآله: تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، فإنك إذا فعلت ذلك كان لك من الله عليهم ظهيرا (1) وقد أحسن بعض الشعراء المتقدمين حيث قال:
وإن الذي بيني وبين بني أبي * وبين بني عمي لمختلف جدا فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم * وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا وإن ضيعوا غيبي حفظت غيوبهم * وإن هم هووا عني هويت لهم رشدا لهم جل مالي إن تتابع لي غنى * وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا خصائص صلة الرحم:
ولا غرابة ان نلمس في هذه النصوص قوة التركيز والتأكيد على صلة الرحم، وذلك لما تنطوي عليه من جليل الخصائص والمنافع.
فالأسرة الرحمية تضم عناصر وأفرادا متفاوتين حالا وأقدارا، فيهم الغني والفقير، والقوي والضعيف، والوجيه والخامل، وهي بأسرها فردا وجماعة لا تستطيع ان تنال أماني العزة والمنعة والرخاء، وتجابه مشاكل

(1) الوافي ج 3 ص 94 عن الكافي.
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»