أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٣٥
الحياة ومناوأة الأعداء بجلد وثبات الا بالتضامن والتعاطف اللذين يشدان أزرها ويجعلانها جبهة متراصة لا تزعزعها أعاصير المشاكل والاحداث، ولا يستطيع مكابدتها الأعداء والحساد.
وقد جسد أكثم بن صيفي هذا الواقع في حكمته الشهيرة حيث:
دعى أبناءه عند موته، فاستدعى اضمامة من السهام، فتقدم إلى كل واحد منهم ان يكسرها فلم يقدر أحد على كسرها.
ثم بددها فتقدم إليهم ان يكسروها فاستسهلوا كسرها، فقال:
كونوا مجتمعين ليعجز من ناوأكم عن كسركم كعجزكم عن كسرها مجتمعة، فإنكم ان تفرقتم سهل كسركم وانشد:
كونوا جميعا يا بني إذا اعترى * خطب ولا تتفرقوا آحادا تأبى القداح إذا اجتمعن تكسرا * وإذا افترقن تكسرت افرادا هذا إلى ما في صلة الرحم من جليل الخصائص والآثار التي أوضحتها النصوص السالفة.
فهي:
مدعاة لحب الأقرباء وعطفهم وايثارهم وموجبة لطيلة العمر، ووفرة المال، وزكاة الأعمال الصالحة ونحوها في الرصيد الأخروي، ومنجاة من صروف الاقدار والبلايا.
قطيعة الرحم:
وهي:
فعل ما يسخط الرحم ويؤذيه قولا أو فعلا، كسبه واغتيابه وهجره
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 440 ... » »»