أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٢٦
مليون نسمة).
وقد أحدث ذلك فراغا كبيرا في صفوف الرجال وأثار أزمة عالمية تستدعي العلاج الحاسم الناجع.
أما الأمم الغربية، فقد وقفت ازاء هذه الأزمة موقف العاجز الحائر في علاجها وملافاتها... لمنعها تعدد الزوجات، فراحت تعالجه عن طريق الفساد الخلقي، مما دنسها وأشاع فيها البغاء وكثرة اللقطاء، وعمتها الفوضى الأخلاقية.
وأما الاسلام، فقد عالج ذلك علاجا فذا فريدا يلائم الفطر البشرية، ومقتضيات الظروف والحالات. حيث أباح التعدد وقاية للفرد والمجتمع من تلك المآسي التي عانتها الأمم المحرمة له، فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فان خفتم أن لا تعدلوا فواحدة.
(النساء: 3) وحين شرع الاسلام التعدد لم يطلقه ارسالا وجزافا، فقد اشترط فيه العدل والمساواة بين الأزواج صيانة لحقوق المرأة وكرامتها.
بيد ان ذلك العدل مشروط في مستلزمات الحياة المادية، كالمطعم والملبس والمسكن، ونحوها من المآرب الحسية المتاحة للانسان، والداخلة في نطاق وسعه وقدرته.
أما النواحي الوجدانية والعاطفية، كالحب والميل النفسي، فإنها خارجة عن طوق الانسان، ولا يستطيع العدل فيها والمساواة، لوهنه أزاء سلطانها الآسر، ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم.
(النساء: 129)
(٤٢٦)
مفاتيح البحث: الزوج، الزواج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»