أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٢٠
بضعف نصيبها من الإرث، مما حسبه المغفلون انتقاصا لكرامة المرأة وبخسا لحقوقها لا... لم يكن الاسلام ليستهين بالمرأة أو يبخس حقوقها، وهو الذي أعزها ومنحها حقوقها الأدبية والمادية. وانما ضاعف نصيب الرجل عليها في الإرث تحقيقا للعدل والانصاف، ونظرا لتكاليفه ومسؤولياته الجسيمة.
فالرجل مكلف بالانفاق على زوجته وأسرته وتوفير ما تحتاجه من طعام وكساء وسكن، وتعليم وتطبيب، والمرأة معفوة من كل ذلك. وكذلك هو مسؤول عن حماية الاسلام والجهاد في نصرته، والمرأة غير مكلفة به. والرجل مكلف بالاسهام في دية العاقلة ونحوها من الالتزامات الاجتماعية، والمرأة معفاة منها.
وعلى ضوء هذه الموازنة بين الجهد والجزاء، نجد ان من العدل والانصاف تفوق الرجل على المرأة في الأرض، وانها أسعد حالا، وأوفر نصيبا منه، لتكاليفه الأسرية والاجتماعية، التي هي غير مسؤولة عنها. وهذا ما شرعه الاسلام للذكر مثل حظ الأنثيين (النساء: 11) على أن تفضيل الرجل على المرأة في الإرث لا يعم حقوقها الملكية، وأموالها المكتسبة، فإنها والرجل سيان، ولا يحق له ان يبتز فلسا واحدا منها الا برضاها وإذنها.
3 - الشهادة:
وهكذا تجلت حكمة التشريع الاسلامي في تقييم شهادة المرأة، واعتبار شهادة امرأتين بشهادة رجل واحد. وقد أراد الاسلام بهذا الاجراء أن
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»