أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٤٠٤
العقول النيرة والفطر السليمة، ويواكب البشرية عبر الحياة.
فكان من اصلاحاته أنه صحح قيم المرأة وأعاد إليها اعتبارها، ومنحها حقوقها المادية والأدبية بأسلوب قاصد حكيم، لا إفراط فيه ولا تفريط، فتبوأت المرأة المسلمة في عهده الزاهر منزلة رفيعة لم تبلغها نساء العالم.
لقد أوضح الاسلام واقع المرأة، ومساواتها بالرجل في المفاهيم الانسانية، واتحادها معه في المبدأ والمعاد، وحرمة الدم والعرض والمال، ونيل الجزاء الأخروي على الأعمال، ليسقط المزاعم الجاهلية أزاء تخلف المرأة عن الرجل في هذه المجالات.
يا أيها الناس، انا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم (الحجرات: 13).
من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون (النحل: 97).
وكان بعض الأعراب يئد البنات ويقتلهن ظلما وعدوانا، فجاء ناعيا ومهددا على تلك الجريمة النكراء، ومنح البنت شرف الكرامة وحق الحياة وإذا الموؤودة سئلت، بأي ذنب قتلت (التكوير: 8 - 9).
ولا تقتلوا أولادكم خشية املاق، نحن نرزقهم وإياكم، إن قتلهم كان خطأ كبيرا (الاسراء: 31).
وقضت الأعراف الجاهلية ان تسوم المرأة ألوان التحكم والافتئات، فتارة تقسرها على التزويج ممن لا ترغب فيه، أو تعضلها من الزواج.
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»