أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣٥
الحلم وكظم الغيظ وهما: ضبط النفس أزاء مثيرات الغصب، وهما من أشرف السجايا، وأعز الخصال، ودليلا سمو النفس، وكرم الأخلاق، وسببا المودة والاعزاز.
وقد مدح الله الحلماء والكاظمين الغيظ، وأثنى عليهم في محكم كتابه الكريم.
فقال تعالى: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما (الفرقان: 63) وقال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم (فصلت: 34 - 35) وقال تعالى: والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (آل عمران:
134) وعلى هذا النسق جاءت توجيهات أهل البيت عليهم السلام:
قال الباقر عليه السلام: إن الله عز وجل يحب الحيي الحليم (1).
وسمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلا يشتم قنبرا، وقد رام قنبر أن يرد عليه، فناداه أمير المؤمنين عليه السلام: مهلا يا قنبر، دع شاتمك، مهانا، ترضي الرحمن، وتسخط الشيطان، وتعاقب عودك، فوالذي فلق

(1) الكافي.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»