أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣٩
واعتذر، فقبل صلى الله عليه وآله عذره.
ومنهم: وحشي قاتل حمزة سلام الله عليه، روي أنه أسلم، قال له النبي: أوحشي؟ قال:
نعم. قال: أخبرني كيف قتلت عمي؟ فأخبره، فبكى صلى الله عليه وآله وقال: غيب وجهك عني (1).
وهكذا كان أمير المؤمنين علي عليه السلام أحلم الناس وأصفحهم عن المسئ:
ظفر بعبد الله بن الزبير، ومروان بن الحكم، وسعيد بن العاص، وهم ألد أعدائه، والمؤلبين عليه، فعفا عنهم، ولم يتعقبهم بسوء.
وظفر بعمرو بن العاص، وهو أخطر عليه من جيش ذي عدة، فأعرض عنه، وتركه ينجو بحياته حين كشف عن سوأته اتقاءا لضربته.
وحال جند معاوية بينه وبين الماء، في معركة صفين، وهم يقولون له ولا قطرة حتى تموت عطشا، فلما حمل عليهم، وأجلاهم عنه، سوغ لهم أن يشربوا منه كما يشرب جنده.
وزار السيدة عائشة بعد وقعة الجمل، وودعها أكرم وداع، وسار في ركابها أميالا، وأرسل معها من يخدمها ويحف بها (2).
وكان الحسن بن علي عليه السلام على سر أبيه وجده صلوات الله عليهم أجمعين:
فمن حلمه ما رواه المبرد، وابن عائشة: أن شاميا رآه راكبا،

(1) سفينة البحار ج 1.
(2) عبقرية الامام للعقاد بتصرف.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»