ولقد كان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله والأئمة الطاهرون من أهل بيته، المثل الأعلى في الحلم، وجميل الصفح، وحسن التجاوز.
وقد زجزت أسفار السير والمناقب، بالفيض الغمر منها، واليك نموذجا من ذلك:
قال الباقر عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتى باليهودية التي سمت الشاة للنبي، فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت إن كان نبيا لم يضره، وإن كان ملكا أرحت الناس منه، فعفى رسول الله عنها (1).
وعفى صلى الله عليه وآله عن جماعة كثيرة، بعد أن أباح دمهم، وأمر بقتلهم.
منهم: هبار بن الأسود بن المطلب، وهو الذي روع زينب بنت رسول الله، فألقت ذا بطنها، فأباح رسول الله دمه لذلك، فروي أنه اعتذر إلى النبي صلى الله عليه وآله من سوء فعله، وقال: وكنا يا نبي الله أهل شرك، فهدانا الله بك، وأنقذنا بك من الهلكة، فاصفح عن جهلي، وعما كان يبلغك عني، فاني مقر بسوء فعلي، معترف بذنبي.
فقال صلى الله عليه وآله: قد عفوت عنك، وقد أحسن الله إليك، حيث هداك إلى الإسلام، والاسلام يجب ما قبله.
ومنهم: عبد الله بن الربعري، وكان يهجو النبي صلى الله عليه وآله بمكة، ويعظم القول فيه، فهرب يوم الفتح، ثم رجع إلى رسول الله