فقد جاء في (خزانة الأدب): حكى صاعد مولى الكميت، قال: دخلت مع الكميت على علي بن الحسين عليه السلام فقال: إني قد مدحتك بما أرجو أن يكون لي وسيلة عند رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم أنشده قصيدته التي أولها:
من لقلب متيم مستهام * غير ما صبوة ولا أحلام فلما أتى على آخرها، قال له: ثوابك نعجز عنه، ولكن ما عجزنا عنه فان الله لا يعجز عن مكافأتك، اللهم اغفر للكميت. ثم قسط له على نفسه وعلى أهله أربعمائة ألف درهم، وقال له: خذ يا أبا المستهل. فقال له: لو وصلتني بدانق لكان شرفا لي، ولكن إن أحببت أن تحسن إلي فادفع إلي بعض ثيابك أتبرك بها، فقام فنزع ثيابه ودفعها إليه كلها، ثم قال: اللهم إن الكميت جاد في آل رسولك وذرية نبيك بنفسه حين ضن الناس، وأظهر ما كتمه غيره من الحق، فأحيه سعيدا، وأمته شهيدا، وأره الجزاء عاجلا، وأجزل له المثوبة آجلا، فإنا قد عجزنا عن مكافأته.
قال الكميت: ما زلت أعرف بركة دعائه (1).
وقال دعبل: دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السلام - بخراسان - فقال لي: أنشدني شيئا مما أحدثت، فأنشدته:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات حتى انتهيت إلى قولي:
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات