أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣٢٩
وإمدادهم بأسمى مفاهيم العزة والكرامة، ما وسعهم ذلك حتى استشهدوا في سبيل تلك الغاية السامية.
والناس أزاء أهل البيت، فريقان:
فريق حاقد مبغض، ينكر فضائلهم ومثلهم الرفيعة، ويتعامى عنها، رغم جمالها واشراقها، فهو كما قال الشاعر:
ومن يك ذا فم مر مريض * يجد مرا به الماء الزلالا وفريق واله بحبهم وولائهم، شغوف بمناقبهم، طروب لسماعها، ويلهج بترديدها والتنويه عنها، وان عانى في سبيل ذلك ضروب الشدائد والأهوال. وهذا ما أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله:
لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني، وذلك أنه قضى فانقضى على لسان النبي الأمي صلى الله عليه وآله، انه قال: يا علي لا يبغضك مؤمن، ولا يحبك منافق.
من أجل ذلك كان العارفون بفضائلهم، والمتمسكون بولائهم، يتبارون في مدحهم، ونشر مناقبهم، معربين عن حبهم الصادق وولائهم الأصيل، دونما طلب جزاء ونوال.
وكان الأئمة عليهم السلام، يستقبلون مادحيهم بكل حفاوة وترحاب، شاكرين لهم عواطفهم الفياضة، وأناشيدهم العذبة، ويكافؤنهم عليها بما وسعت يداهم من البر والنوال، والدعاء لهم بالغفران، وجزيل الأجر والثواب.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»