أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٢٥٨
لكثير، من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته. ثم قال: إن الشهر لكثير، من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته. ثم قال: إن الجمعة لكثير، من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته. ثم قال: إن يوما لكثير، من تاب قبل أن يعاين قبل الله توبته (1).
وعن الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لله عز وجل فضولا من رزقه ينحله من يشاء من خلقه، والله باسط يديه عند كل فجر لمذنب الليل هل يتوب فيغفر له، ويبسط يديه عند مغيب الشمس لمذنب النهار هل يتوب فيغفر له (2).
تجديد التوبة:
من الناس من يهتدي بعد ضلال، ويستقيم بعد انحراف، فيتدارك آثامه بالتوبة والإنابة، ملبيا داعي الايمان، ونداء الضمير الحر.
بيد أن الانسان كثيرا ما تخدعه مباهج الحياة، وتسترقه بأهوائها ومغرياتها، فيقارف المعاصي من جديد، منجرفا بتيارها العرم، وهكذا يعيش صراعا عنيفا بين العقل والشهوات، ينتصر عليها تارة، وتنتصر عليه أخرى، وهكذا دواليك.
وهذا ما يعيق الكثيرين عن تجديد التوبة، ومواصلة الإنابة خشية النكول

(١) الوافي ج ٣ ص ١٨٣ عن الكافي.
(٢) البحار م ٣ ص ١٠٠ عن ثواب الأعمال للصدوق (ره).
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»